مع الجالية العربية في نيويورك – الولايات المتحدة الأمريكية
16 كانون الأول 2003
ملاحظة: هذا اللقاء هو عبارة عن أسئلة مكتوبة كتبت من قبل الجالية السورية في نيو يورك. و قرأت من قبل الدكتور عماد مصطفى السفير السوري في الولايات المتحدة الأمريكية. و تمت الإجابة عليها من قِبل معالي الوزيرة الدكتورة بثينة شعبان، و أحياناً (و قد تم التنويه لذلك) من قبل سعادة السفير عماد مصطفى.
الدكتور عماد مصطفى: مساء الخير. الحقيقة لقد طرح علينا كم كبير من الاسئلة يتجاوز قدرتنا الإجابة عليها حتى الصباح. و لكن معظمها أسئلة قيّمة و هامة جداً.هناك سؤالين تكررا كثيراً في الغالبية العظمى من الأوراق الواردة. لذلك سنبدأ بهما و ستجيب الدكتورة بثينة عليهما و من ثم نبدأ بالأسئلة الأخرى.
السؤال الاول: ورد كثيراً و هو المغتربون يشكون بشدّة من بدل النقد من الخدمة العسكرية. بعضهم يطالب بإلغاءه كلياً و بعضهم يطالب بتخفيض قيمته و جعله، حسب ما وردنا، ألف دولار.
الدكتورة بثينة شعبان: في الحقيقة أتمنى عليكم أن تفكّروا بالطريقة التالية. هناك طبيبان درسا في جامعة دمشق؛ أحدهما عاد الى البلد بعد أن أتمم دراسته و الآخر بقي في الولايات المتحدة، فرضاً، أو في أي بلد آخر. الطبيب الذي عاد الى وطنه أمضى عامين و نصف يخدم العلم، و بعد ذلك بدأ يعمل براتب متواضع، و يعمل في مشافي الدولة. الطبيب الذي بقي في الولايات المتحدة أتمم اختصاصه، و أعدّ عدته، و يريد من الدولة أن تسامحه بخدمة العلم، أو أن يدفع مبلغاً رمزياً لخدمة العلم. الحقيقة، إن المبلغ الذي وضع لخدمة العلم لم يوضع لأسباب اقتصادية على الإطلاق، و إنما من أجل المساواة بين المواطنين. يعني نحن من الآن الكثيرون يقولون لنا أتمنى أن لا أكون قد عدت، يعني المواطن يصبح مواطن شرف. فخدمة العلم أمر وطني ينطبق على جميع الناس و لذلك إذا تعاونا مع المغترب نأخذ بعين الاعتبار المساواة بين المواطنين و أن المواطن الذي هو بالبلد يخدم العلم و لا يجوز للمواطن الذي هو خارج البلد أن يعامل بطريقة تنقيص من هذا الواجب الوطني. مع ذلك، نحن في وزارة المغتربين ندرس الأساليب الممكنة، خاصةً للجيل الثاني، الأولاد الذين ولدوا خارج سوريا. ندرس كيف يمكن لنا أن نعاملهم معاملة خاصة. لأنهم ولدوا خارج سوريا فربما يمكننا أن نجد طريقة مريحة تحقق لهم الانتماء الى الوطن، و أيضاً تشعرهم أنهم مرحب بهم في وطنهم. بالنسبة لبدل الاغتراب، فإن رسوم الإغتراب محددة بالقانون رقم 19 . في الحقيقة لقد تمت مساعدتي من قبل قانونيين مختصين لدراسة هذا القانون، و نحن بصدد تقديمه الى مجلس الشعب للتفكير بتغييره، كي لا يبقى أيٍ من أولادنا السوريين في الخارج دون جواز سفر. و عدم ربط رسم الإغتراب بجواز السفر، أي أن المواطن حين يأتي الى السفارة، بإذن الله، يأخذ جواز السفر مهما كان وضعه المادي. لا نضع جواز السفر رهينة لرسم الإغتراب. نحن نفكّر و كأننا نحن في مكانكم، و نفكر ما هي الطريقة التي يمكن أن تكون فيها الوزارة، السفارة و البلد عوناً لكم، في خدمتكم. و أن تكون حقوقكم محفوظة، و أن تكون كرامتكم محفوظة، و أموركم ميسّرة و جوازكم بأيديكم طيلة الوقت. نحن بصدد دراسة كل هذه الأمور و أرجو الله أن يمكننا أن تلمسوا آثارها قريباً.
السؤال الثاني: و هو سؤال متكرر كثيراً. إنه حول سوء معاملة المغتربين لدى وصولهم الى المطار، و إصرار الموظفين على تلقي الرشاوى (تصفيق حاد جداً جداً من الجمهور..)
الدكتورة بثينة شعبان: نحن جميعاً في المعركة ضدّ الفساد. أريد أن أقول لكم أن السيد الرئيس بشّار الأسد التقى بوفد من أعضاء الكونغرس، و بعد حديث لافت بينه و بين أحد أعضاء الكونغرس، قال له أحد أعضاء الكونغرس: ما هي المشكلة الكبيرة التي تواجهكم الآن في الإصلاحات التي تعتزمون القيام بها؟ فأجابه السيد الرئيس “الفساد”. أي أن السيد الرئيس مدرك أن أهم مشكلة تواجهنا جميعاً في هذه الأيام هي مشكلة الفساد. و أنا أود أن أطمئنكم أنني و حتى خلال هذه الاشهر الثلاثة الأخيرة شعرت بفرق هائل في هذا الموضوع بالذات بالبلد. هناك جهود حثيثة و حقيقية، لا يدري بها الإعلام لأسباب خاصة بالبلد و بسياسة البلد، و لكن على كل المستويات محاربة الفساد قائمة بشكل حقيقي. و حقيقي لأننا ندرك أنه ما لم يتم انتزاع هذه الآفة من مجتمعنا لن نتمكن من خلق مجتمع ذي لحمة وطنية حقيقية، و لن نتمكن من دفع مسيرة الإصلاح إلى الأمام. و الذي يقود الحرب الحقيقية و الهادئة ضد الفساد هو السيد الرئيس شخصياً. و حتى الآن، و أنا لي في العمل طويلاً، في السنة الأخيرة بدأنا نشعر، و حتى الناس بدأوا يشعرون، و في رمضان و كل عام و انتم بخير إنشاء الله. سافرت أنا إلى أكثر من مدينة سورية، و في كل مكان الذي سمعته من الناس أنه الآن يتم التركيز على الاتجاه الصح، و هناك الاختيار للناس النظفاء، و هناك عزل للناس الفاسدين و إن كانوا أحياناً ما زالوا موجدين بشكل شكلي. فإنشاء الله المستقبل هو للنظفاء، و للوطنيين، و للمخلصين و لهم جميعاً.
سؤال: ما هو الرأي الرسمي السوري حول ما جرى في العراق اليوم بعد الإمساك بالرئيس صدام حسين؟؟
الدكتورة بثينة شعبان: كما قلت، أنا في الحقيقية أكيد يعني أن العالم العربي كله يتألم. نتألم أولاً لأن صدّام حسين قاد وطنه إلى الاحتلال. يعني دمّر العراق بطريقة، هذا البلد الغني، الحضاري، الجميل، القادر، المليء بالمؤهلات البشرية و النصية. سلّمه الى الاحتلال. و كانت كل أفعال صدام، من الأول الى اليوم، تقود إلى هذه النتيجة. و أنتم تعرفون أننا نحن في سوريا لا تعاطف لنا أبداً مع النظام الذي قاده صدام، لكن الشعب العراقي هو شعب عزيز، هو شعب شقيق، و نحن حريصون على شعب العراق و على مستقبل العراق، و على وحدة أراضي العراق. المشكلة التي أفكر بها في هذين اليومين هي أننا نحن كعرب ننخرط في الخطر الصادر كما هو. يعني، إلقاء القبض على صدام حسين بدا و كأنه إنسان من ورق. ، و إنسان بداخله فارغ و ذليل، و إلا لما قبل الحياة، أو لا يقبل أن يمسك به على الأقل. علينا نحن كعرب اليوم أن نركز أن العراق اليوم هو بلد محتل، و إننا نحن نريد للعراق السيادة و الاستقرار و التخلص من الاحتلال. و أن القاء القبض على صدام لا يعني أن الاحتلال مرحب به في العراق. و لذلك علينا أن ننشط بكل الوسائل الممكنة كي ينضم العالم الى صفنا و كي نعمل على إنهاء الإحتلال الأمريكي للعراق. و على أن يستعيد الشعب العراقي سيادته و حريته و ان يبني بلده في بلد موحد و مستقل. هذا هو موقفنا.
سؤال: السيدة الوزيرة: كما نعرف جميعاً أن الإدارة الأمريكية الحالية تنفذ برنامج و طموحات الصهيونية في المنطقة. و نسأل الله تعالى أن لا تكون سوريا هي الضحية القادمة لهذه العواصف الهوجاء. ألا ترين أيتها السيدة الوزيرة أن تقوية الصف الداخلي هي الخطة الأولى للوقوف أمام هذه الهجمة، و هذا يتطلب تجميع طاقات البلد البشرية و الفكرية و جميع الاتجاهات السياسية، خاصةً الوطنية المخلصة،بما فيها المعارضة الحقيقية التي وصفها الرئيس بأنها ذكر للتدخل الأجنبي في بلدنا و السير ببطء و إخلاص نحو الديمقراطية؟
الدكتورة بثينة شعبان: يعني أنتم تعرفون.. أنا موافقة على كل ما أتى. هذا معروف و ليس سؤال. لا شك أن أهم شيء في مواجهة التهديدات هي اللحمة الداخلية. و الحقيقة أنا عندما شرّفني السيد الرئيس للقاء به قبل أن أتوجّه إليكم قال لي أنه لا شرط لنا على المواطن سوى المحبّة و الانتماء فقط. هم يتحدثون الآن عن المعارضة، الحقيقة أنا أرى أن الطريقة في سوريا هي مختلفة. يعني يوجد معارضة، في الحقيقة إنها موجودة في كل مكان، و في كل بيت. و في كل شيء نقوم به هناك من يخطط و هناك من يعارض، هناك من ينفذ و هناك من يعارض. و طالما أن هدفنا جميعاً هو قوة الوطن و عزة الوطن فهذا هو الأهم. فلنختلف على كل ما تبقّى فهذا ليس هاماً. و أنتم تعلمون جميعاً أنه حين سئل حزب ما ” ما رأيك بأحداث العراق قال :”أنا أرفض أن أدخل سوريا على دبابة أمريكية و سوف أكون أول من يدافع عن سوريا”. و كان الجواب من قيادة سوريا أن قالوا لك شرّف هذا بلدك و تفضّل.
فنحن علينا جميعاً أن نعمل من أجل الوطن، و أن نختلف من أجل الوطن و أن نتفق من أجل الوطن.
الدكتور عماد مصطفى: أريد أن أطلب منكم طلب شخصي. إذا تكرمتم. الرجاء عدم التصفيق إطلاقاً سواء مها يكن ما سنقوله، لكي يتسم اجتماعنا هذا بطابع أكثر رصانة. خاصةً أن بعض القضايا التي ستطرح هي شائكة و غير سهلة على الكادر. و ربما من الأفضل أن نصغي أكثر هي أفضل من أن نصفق، شكراً. هذا سؤال سأجيب عنه أنا إذا سمحت (مخاطباً الدكتورة بثينة، فوافقت….)
قد تعودنا أن نخاف منذ أن كنّا في البلد فكيف تطلبي منّا أن نعبّر بصراحة عمّا يخطر ببالنا؟
الجواب ببساطة (مازال الدكتور عماد هو الذي يتحدث)، لا أعتقد أن الدكتورة بثينة شعبان قطعت عشرات آلاف الكيلومترات لكي تلقي عليكم فقط أسماء فارغة، تموت قبل أن تبدأ، و لكن تصفقون رفقاً تجاهنا. و السيد الرئيس قبل أن يرسل الدكتورة بثينة إلى هنا التقى معها و تحدث معها و هو ينتظر عودتها ليسمع منها. فأرجو أن تكونوا صادقين و صريحين. و أعتقد أن مستوى الأسئلة فيه صراحة شديدة. و تأكدو أننا لن نحذف أي سؤال. على الأقل نحن نريد أن نتعامل معكم بهذا المستوى. لم نأتي لنلقي خبراً عقيماً…
سؤال: مع إعلان قانون المطبوعات الجديد في سوريا استبشرنا خيراً بمظهراً أساسياً في الديمقراطية و الحرية، و على ضوءه صدرت عدة مجلات و صحف في القطر. و قد علمنا بإلغاء إحدى الصحف، الدومري، لظروف نجهلها هنا. فهل صدرت أي تعليمات مرفقة بالقانون المذكور تقيد من هذه الحريات الإعلامية، أم هل هناك تجاوزات تتطاول فيها الدومري على حدوده؟
الدكتورة بثينة شعبان: في الحقيقة صدرت عشرات المجلات و الجرائد الخاصة وفق قانون المطبوعات الذي صدر مؤخراً. والخط الأحمر هو أي شيء يمس بالتآلف أو التعايش الديني أو العرقي أو الاجتماعي و الذي يؤثر على الوحدة الوطنية. فحين يصل الحد الى هذا الأمر فليس من المتوقع أن يسمح به و هذا ما حصل. أما قانون المطبوعات فهو موجود و الرخص ما زالت تصدر. و أنا قبل أن آتي رخصوا لأربعة، و سوف يتم الترخيص لسلسلة ديوان خاصة. و نحن سائرون في هذا الاتجاه و لا عودة عنه. و لكن هذا لا يري أنه يوجد أمور خاصة يجب أخذها بعين الاعتبار.
سؤال: لقد قلنا هذا السؤال لكن أعتقد أن هذا السؤال يستحق إجابة أخرى. إقرار الاستياء من طلب الرشاوى في المطارات.
الدكتورة بثينة شعبان: سأكون شفافة معكم. يمكن أنتم كمغتربين أن تتعرضوا أكثر من غيركم، لأن المغترب أولاً عربي و برّة و معه دولارات يعني. حقيقة هذا رأيي، رأيي أنه أنتم تتعرضون أكثر من المواطن العادي، فلذلك، أنا قررت بإذن الله أن أفتح كوّة للمغتربين في المطار. و المغترب يأتي الى هذه الكوة. و البعض قالوا في منابر أخرى بفتح صالة خاصّة للمغتربين في مطار دمشق الدولي. و نضع شباب و صبايا من وزارة المغتربين يتقنون لغات، و يستقبلونكم و يعفونكم من هذه المعاناة ريثما يتم حلّها بشكل كامل في البلد.
سؤال: كثير من الاستعلام و الاستفهام حول قانون محاسبة سوريا؟!
الدكتورة بثينة شعبان: قانون محاسبة سوريا هو بلا شك… طلب مني أن أتحدث قليلاً بالإنكليزي، لأنه يوجد بعض الناس هنا لا يعرفون العربية.
– هل تريدون أن أجيب بالانكليزية؟؟
– لا بالعربية
– هناك إشارات متناقضة تأتي بالحقيقة من الادارة الامريكية. جميعكم سمعتم و قرأتم أن سوريا تعاونت مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب و أنها تمكنت من إنقاذ حياة الأمريكيين. و من المفترض، يعني، أن تكون هي أن الخطوة التالية هي تعاون أكبر مع سوريا وليس تهديد لسوريا. لا يجب أن يغيب عن أذهاننا أن الدافع وراء هذا القانون أن هناك ضغوط صهيونية في الإدارة الأمريكية لديها جدول أعمال شارونية تمشي به. ما نقاتله هو أننا نحن لم نحاول، أيضاً، كما يجب أن ننبذ هذه العناصر و أن نشتغل مع عناصر قادرة على العمل. و ربما نحن نلام بعض الشيء عندما توصلنا الى هنا. و لكن الأمر الأهم هو أن في الوقت الذي صدر فيه هذا القانون عيّنت فيه الولايات المتحدة سفيرة لها في دمشق هي مادلين سكوبي. وفي هذا اليوم أيضاً كان هناك و فد كونغرس في دمشق يزور السيد الرئيس، و أصدر بياناً هاماً قال فيه أن المباحثات كانت بنّاءة و ايجابية و أننا نتطلع الى حوار مستمر مع سوريا. و أيضاً حين زرت معاون وزير الخارجية السيد بوتن برغ مع الدكتور عماد مرتضى عبّر عن اهتمام و رغبة الادارة في أن تقود structure dialogue , as he called it, with Syria. فلذلك أنا أود أن أقول أن الصورة بين الولايات المتحدة و سوريا ليست بيضاء و سوداء، و إنما هناك الكثير من الهلام بين الأسود و الأبيض. و هناك الكثير من المجال للحوار بين سوريا و الولايات المتحدة حول الكثير من القضايا.
عملياً، يعني، هذا القانون هناك من يقول أنه سيكون له تأثير كبير على الإقتصاد و التجارة، و هناك من يقول أنه لن يكون له تأثير على الإطلاق. حقيقة الأمر، هو أنه عقبة إضافية في سبيل علاقات سورية – أمريكية جديدة. و نحن كبلد عاقل لا نملك إلا أن نرغب بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، يعني، كأقوى قوة في العالم. و للمرة الأولى هم أصبحوا جيراننا، يعني، ما بيصير هدا الحكي…
من خلال لقاءي الهام مع السيد برنز، في الحقيقة، لقيت رغبة و أيضاً تصميم على العمل مع سوريا. فسوريا لها وزن عربي، و لها وزن إقليمي، و لها وزن دولي، و لا أعتقد أن الإدارة تريد التخبيص بسوريا. و الآن بالمقابل، سوريا هي البلد العربي الوحيد تقريباً الآن الذي تتحدث بحق المقاومة. و نحن ندعم هذه المقاومة سواء في فلسطيني أو في لبنان. و لا نتنازل عن حق عربي و نحن لا نقبل الاحتلال. يعني، نحن من وجهة نظر استراتيجية نتحدث بلغة تدحض العمل الصهيوني. و سوريا هي نقطة جذب لكل العرب، يعني، في ذكرى الحركة التصحيحية أتانا وفد من كل البلدان العربية. في الحقيقة المثقفون العرب، و الإعلاميون العرب يدعمون سوريا دعماً ممتازاً، الحقيقة. لذلك هذه القوة لا تريدها العناصر الصهيونية، و لا تريد لنا أن تنتعيش و أن تعمل بشكل لائق مع الولايات المتحدة. نحن الآن خطتنا أن نقول أنه ليست لدينا مشكلة مع الولايات المتحدة. المشكلة هي اسرائيل. و نحن ننظر الى اسرائيل على أنها العقبة في وجه العلاقات السورية – الأمريكية. نحن ضد الاحتلال و لكن نحن نؤيد السلام العادل و الشامل، و جاهزون لاستئناف المفاوضات اليوم من النقطة التي توقّفت عندها. و أنا شخصياً متفائلة في أننا إذا تابعنا هذا المكان و خاصة هذا اللقاء الذي نشر في جريدة ” نيويورك تايمز” للسيد الرئيس بشار الأسد و تعبيره عن رغبة سوريا في استئناف مفاوضات السلام، أنا أعتقد أنه في الحقيقة، لاقينا آذاناً صاغية. و انشاء الله سوف ترون السيد الرئيس هنا في إطلالات تلفزيونية و صحفية كثيرة في المستقبل لكي نخاطب الشعب الأمريكي، وكي نعطي صورة حقيقية للأمريكين التي رفع عنها طويلا. و أنا متفائلة حقيقة بالعلاقات السورية – الأمريكية. شكراً.
الدكتور عماد مصطفى : من ناحية تقنية و قانونية فقط أذكركم أن القانون الذي وقعّه الرئيس بوش منذ أربعة أو خمسة أيام يطبق فقط بند وحيد من هذا القانون و هو منع تصدير مواد مزدوجة الاستخدام، أي المواد التي يمكن استخدامها عسكرياً. أما باقي المواد فقد أرجأ تصديقها الى فترة ستة أشهر و علّق على ذلك قائلاً “أنه سيبحث في هذا الأمر بما يناسب المصالح الأمريكية”. فالقضية مفتوحة، لكن كما تفضّلت السيدة الوزيرة بالقول، أنا برأيي ، و أنا أتابع هذا القانون عن قرب، أن القانون بحد ذاته لا يسبب ضرر لسوريا، و لكنه سيسبب الكثير من العقبات و الصعوبات في طريق العلاقات السورية الأمريكية. و أعتقد أن الجو مع الإدارة، بعكس ما يبدو من هذا القانون، هو جو من الحوار المستمر. و أعتقد أنكم تدركون ذلك.
الدكتور عماد أيضاً: يوجد سؤال يقول أن بعض العناصر اللبنانية تعبت كثيراً على تمويل هذا القانون (قانون محاسبة سوريا) و كان لها دور مهم فيه. … في الحقيقة، أريدكم أن تصدقوني أنني عشت هذا القرار لحظة لحظة و دقيقة دقيقة. و أنا شخصياً تابعت كل هذه القضايا. ما شاهدته ليس إلا ّ ستار دخان مزيفة. في الجالية اللبنانية عموما ً كان تأييدها كبيراً معنا. علاقاتنا في بالك كوست و وادي بنما هي علاقات ممتازة تماماً. تعاونوا معنا كثيراً. علاقاتنا مع الجالية اللبنانية كبيرة جداً. ففي فييرو و ميتشغن، و كما تعلمون، هي تكاد أن تكون مدينة لبنانية ممتازة. أنا منذ حوالي الشهرين زرتهم هناك و الحفل الذي أقاموه كان حفل خطابي و كان أكبر من هذا التجمع بأربع مرات. العدد كان كبير جداً. و كان الخطباء جميعاً يقولون بالحرف الواحد و أنا أنقلها لكم بكل صدق و بساطة It’s not only the CIAs Syrian Accountability Actually, but Syrian demands tang to have
هذا هو ببساطة الموقف اللبناني عموماً من سوريا. حيثما ذهبنا في أيام الماضي فإن الجالية اللبنانية تستقبلنا بحفاوة كبيرة جداً. الذي حدث و هذا ما أريدكم أن تعرفوه أنه السيدة هوفمان رئيسة اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط في الكونغرس استخدمت ميشيل عون و أتباعه و أعوانه و زعيمهم في المنطقة هنا في المنطقة، و اسمه طوني حداد، من أجل بعض التزييف في الحقائق. و عندما أتى ميشيل عون لشهادته المعروفة، و سنعمل على تغييرها، و استخدمته في محاولة اخراج و صوت و أنتم تعرفوه. و الذي حدث أنه بعد أن ذهب ميشيل، و بعد أن رأى الخطر الذي هو فيه و الحديدة المحروقة من الحانقيين اللبنانيين، أول شيء قامت به من بعد التوقيع على قانون محاسبة سوريا أنها طرحت في الكونغرس مشروعاً يقضي بأن يفرض على لبنان توطين نصف مليون فلسطيني و اعطاءهم الجنسية اللبنانية. الآن هذا بالنسبة لميشيل عون و أتباعه، فهي استخدمتهم حتى الرمق الأخير ضد سوريا و أول شيء قامت به باعطاءه هذه الصفعة القوية. هم يقولون بعد كل ما قمنا به و بعد كل هذا الذي قدمناه يكافؤننا بهذا القانون. فهذه هي الأجندة الصهيونية وراء قانون محاسبة سوريا.
الدكتورة بثينة شعبان: أنتم تعيشون في أمريكا و تعرفون أكثر مني. فأنا من خلال قرائتي أعتقد أن العقلية الأمريكية بالذات تحتقر من يخون بلده. هم يكرهون صدام لأنه خائن، لأنه خان بلده و شعبه. و لبناني يعمل ضد سوريا، و عربي يعمل ضد عروبته لا يستلموه أبداً.
سؤال: إنه سؤال مهم موجّه ضدّ السفارة السورية في واشنطن، يقول نحن نسيء معاملة المراجعين و لا سيما في القسم القنصلي.
الدكتور عماد: أنا دائماً أسارع عندما تكون الأمور ضمن الإمكانات المتاحة للحلّ تماماً دون اللجوء الى أي شخص آخر. نعتذر لأي مواطن أسيئت معاملته، أو التعامل معه بخشونة. و تم تجاوز هذا الموضوع. و هذا لا يجوز، و أرجو أن تصدقونا، أنا و القنصل الفخري الأستاذ جوهر دائماً دائماً نحن كلما اجتمعنا في السفارة، و لنا يومياً صباحاً اجتماعاً لمراجعة الأمور و نحن نقرر دون توقف بأننا يجب أن نعامل المواطنين بأفضل طريقة ممكنة . و أن نشعرهم أننا حقاً نحن في خدمتهم. أي يجب أن يشعروا حقاً أننا في خدمتهم.
و عندما جاءت السيدة الوزيرة الى السفارة و قابلت الموظفين في السفارة رجتهم شخصياً، و قالت لهم أرجوكم أن تحسنوا معاملة المغتربين الى أقصى حد ممكن. و إذا وعدتم أحداً أنكم سترسلون له فاكساً غداً أرجوكم أبعثوه. قد تجدوا تقصير، لكن على الأقل صدرنا مفتوح، لا نتضايق من أي شكوى. فإذا تقدمتم بأي شكوى على أي موضوع فهذا يساعدنا على تحديد مواطن الضعف في سفارتنا و تحسينها، فأرجو أن لا تترددوا. أعتذر عن أي خطأ صدر بحق أي شخص منكم. و أرجو أن أجد في صدركم متسع و رحابة أن تتجاوزوا هذا الخطأ، و أرجو أن تساعدونا في المستقبل فإذا وجدتم أي خطأ فأرجو أن تنبهونا عليه و تثيروه. سياستنا أن نتعامل معكم بأكبر قدر ممكن من الود و من الاحترام، صحيح أستاذ جودت؟؟!.
Question: Why is the overwhelming economic situation in Syria is so stagnant??
الدكتورة بثينة شعبان: لا أعرف في الحقيقة، لست خبيرة، لا أعرف، ليس لدي جواب.
الدكتور عماد: أنا لدي تعليق صغير جداً. نعم هناك ركود في الاقتصاد السوري، لكن هناك ثبات في قيمة العملة، ثبات ملحوظ. هذا الثبات يسمح للمواطن السوري أن يعيش ضمن الحد الأدنى للأجور التي يعيش فيها. يوجد ضعف شديد جداً بالاقتصاد السوري. في الحقيقة، إن مأساة الاقتصاد السوري الحقيقية هي ضعف الاستثمارات. المصارف السورية الحكومية عانت منذ عشرين عاماً و حتى اليوم من ركود هائل في طريقة التفكير في المعاملات. في الحقيقة، لا يوجد لدينا مصارف في سورية، أقول هذا و أنا أشعر بالذنب، توجد مباني محطوط عليها مصارف. يأخذون الأموال من المواطنين، و يودعونها في الخزائن. لا يقومون باستثمارها و بتشغيلها و بإعادة ضخّها في الاقتصاد الوطني. هذه النقطة الضعف هذه إذا أخذتها الحكومة السورية و بدأت بعملية إصلاح شاملة و مركّزة على المصارف بشقين: من ناحية إعادة إصلاح شاملة للمصارف الحكومية السورية و إعادة تدريب و تأهيل العاملين فيها. و من ناحية ثانية استثمارات للمصارف الخاصة، و قد أسست في العام الماضي عدة مصارف خاصّة. العمليتين تجريان على التوالي؛ المصرف التجاري السوري و المصرف العقاري السوري و المصرف الصناعي، كلها تتعرض لعملية إعادة هيكلة شاملة و أهم ما فيها هو إعادة تدريب كوادرها و تأهيلهم و جلب عناصر جديدة. و قد طرحت عدة مصارف خاصة في سوريا في السنة الماضية، و هناك طلبات عديدة لدى وزارة الاقتصاد للمزيد من المصارف الخاصة. أعتقد أن مزيج المصارف الخاصة و إعادة تأهيل المصارف الحكومية من شأنه أن يعيد ضخ الأموال الهائلة. يوجد ودائع كبيرة جداً في هذه المصارف و لكنها غير مستخدمة. عندما تنزل هذه الأموال في المشاريع الاستثمارية يعاد تحريك الدورة الاقتصادية في البلد.
سؤال: سيادة الوزيرة، في المقدمة كنت قد ذكرت ما يمكن للفرد أن يقدمه للوطن أرجو أن تذكري ما يمكن للوطن أن يقدمه للفرد لان هذه المعادلة لها طرفان حتى تكون معادلة متكاملة.
الدكتورة بثينة شعبان: أعتقد أن الوطن يقدم للفرد كل ما يريده الفرد أن يقدمه الوطن له. إنها تعتمد على ما يريده الفرد. يعني، الإنتماء و المواطنية و المحبة موجودة، لكن يعتمد على كل فرد ماذا يريد من الوطن. أنا أعتقد أننا نحن جميعاً مقصّرون بحق الوطن، يعني لا أرى أنّ الوطن مقصّر بحقنا. و إذا كان هناك تقصير فهو تقصير أفراد. الوطن بحد ذاته لا يقصر. هناك أفراد يقصّرون و يجب أن نفصل بين الأمرين. الانتماء للوطن، و الواجب تجاه الوطن، و المحبة للوطن و هنا لا يوجد أي تقصير. و لكن أنا أرى أننا نحن جميعاً مقصّرون بحق الوطن.
أما إذا كان السؤال هو ماذا يمكن لوزارة المغتربين كجزء من هذا البلد فأنا أقول أننا كلنا آذان صاغية لكل ما تريدونه. في الحقيقة، نحن مصممون أن نكون في خدمتكم، كل حسب قضيته. و نحاول أن نضع قاعدة معلومات بأسماء و عناوين جميع المغتربين الذين يريدون ذلك، و مع الاستاذ راتب ياسين (ما عم شوفه هلق)، و لكن إذا كان ممكن الأستاذ باسل رح يوقّف ع الباب و أي أحد يود أن يعطيه schedule يعطيه. نحن عملنا استمارة ، و في أماكن وزعناها و في أماكن ما وزعناها. البعض قالوا لنا أن هذه الاستمارة للمخابرات فلم نعد نوزعها (مزحة …). فأرجو أن تصلنا بطاقاتكم و نحن e-mail عندنا موجود، و انشاء الله قريباً سيكون عندنا web site و نحن كجزء معني بأموركم جواب على هذا السؤال أي شيء يحتاجه المواطن من الوطن نحن كلنا آذان صاغية.
سؤال: يوجد بعض الاسئلة الشخصية (فلان الفلاني لديه القضية الفلانية، قضية طلاق أو ما شابه..) جمعتهم و لم أقرأهم هنا لأنهم قضايا تقدم بشكل فردي و ليست ذات طبيعة عامة. نعود الى الأسئلة ذات الطبيعة العامة.
Syria has a big problem especially now with the United States, what is the Syrian government want to do to pass this problem??
الدكتورة بثينة شعبان: الله يعين الحكومة. هل لاحظتوا. نحن الحقيقة في ذهننا كل الوقت شو الحكومة بدها تعمل، شو لازم تعمل. يعني متربايين تربية أن الحكومة لازم تعمل. أنا حابة اسأل هذا الجمهور الغفير، المحترم من حضراتكم الذين يعيشون في الولايات المتحدة ماذا فعلتم أنتم؟ من منكم تحرك و حاول أن يدافع عن بلده في أي مجال موجود فيه. يعني أنا أتمنى أن يسأل كل واحد نفسه هذا السؤال: ماذا قدمت أنا؟؟ بدون شك سوريا تعاني في الوقت الحاضر. و مثلما أنا قلت في السابق إن لهذه وجهان؛ وجه أننا نحن خاملين و وجه آخر أن أعداءنا ناشطين. و نحن نحاول أن نواجه هذه المشكلة، و لكن أنتم أهم من يساعدنا لمواجهة هذه المشكلة. و طالما أن حضراتكم تعيشون في مجتمع أمريكي فأنتم ترون أن الغرب كله يعتمد على المبادرات الفردية و الذاتية و أن كل إنسان يعتبر نفسه معني. فأرجو أن تطبقوا هذا الشيء و تعتبروا أنفسكم معنيين في الشيء الذي يستفيده بلدكم منكم. و مهما كان الأمر صغيراً، و مهما كان المساعدة صغيرة، صدقوني، لها قيمة و يمكن أن تعطي نتيجة. فإذا كل واحد منا ساهم ساعتين من وقته في الإسبوع، ساعتين فقط، كتب رسائل، أو شرح، أو وضع، أو قام بأي عمل، أو أرسل صور أو ساهم بمعرض أو قام بأي عمل يخدم قضية بلده فإنها ستعطي نتيجة.
سؤال: أهداني…السيد القنصل بيان أنه إذا في ناس يشتكون من سوء المعاملة في القسم القنصلي في السفارة، فيمكنهم الاتصال (إذا لم يجيبهم عامل المقسم..) أن يعيدو الاتصال بالسفارة و يطلبوا الرقم 105 الرقم المباشر، و ينقلوا يحكولوا القصة. أنا رقمي المباشر هو 116 و 115. لكن أرجوكم أن يكون يوجد مشكلة حقيقية، فنحن لا نستطيع أن نقضي وقتنا في أمور غير جادة، أما اذا كان يوجد شكوى فنحن نريد أن نسمع، و لكن بتركيز و باختصار. أحد الظرفاء أرسل لي هذه الرسالة كي يلطف الجو قائلاً أرجو منكم إصلاح الطائرات في مدينة دمشق التي أحبها كثيراً لأنني أريد أن أستمتع بوقتي. و الآن سؤال مهم: من الخبرة الشخصية للسيدة الوزيرة في السنوات الماضية في المفاوضات مع أمريكيا و إسرائيل ما هي الأمور التي تطلبها إسرائيل و أمريكيا و التي لا تسمح الإدارة بالجدال فيها؟ (هل تقصد السائلة هنا الإدارة الأمريكية، أم الحكومة السورية؟؟ أحد الحضور قال الحكومة السورية)
الدكتورة بثينة شعبان: إن الحكومة السورية لا تستطيع أن تفرط بذرة تراب من الجولان، أكيد يعني. الحكومة السورية لن تفرّط بحق عربي، و لا بالقدس و لا بأي حق عربي. الحقوق العربية غالية كغلاوة الجولان. فلذلك، و هنا المشكلة، إن إسرائيل تضع يدها على كل منابع المياه في الجولان و في الضفة الغربية و في جنوب لبنان و حتى مزارع شبعا. و الخمسون سنة القادمة هي حرب مياه قادمة. و لذلك، هم يقولون أنهم قدّموا تسعين بالمئة من الجولان و الرئيس حافظ الأسد (الله يرحمه) لم يقبل لأنهم احتفظوا بالمياه لأنفسهم. قضية المياه هي قضية شائكة، لكن السؤال الذي نحن نسأله لماذا علينا أن نتنازل عن حق و هم لا يتنازلون عن أرض احتلوها. يعني لماذا يطلب من العرب التنازل عن حقوقهم؛ سواء حق اللاجئين أو حق القدس أو حق الأرض و هؤلاء لا يتخلوا عن أرض احتلوها. لا شك أن السبب الأساسي هو أنهم يريدون القوة العسكرية و يؤمنون بمبدأ القوة. و الحقيقة، نحن علينا أن نعيد صياغة تفكيرنا و استراتيجياتنا و أن نوصل أصواتنا الى العالم لكي يتمكن من التمسك بحقوقنا و عدم التفريط بأي حق عربي. و أنا أطنئنكم أن القيادة و الحكومة لن تتخلى عن أي حق في أي مكان و في أي زمان.
سؤال: نحن هنا كعرب و كإسلام نتأرجح بين عاطفتين لوطن نعيش على أرضه، و لا يبخل علينا بالمساعدة. و وطن يعيش في قلوبنا و هو سوريا، نحمله معنا شنتة سفر أينما نهاجر. و يبقى ارتباطنا به مستمراً مع استمرار الحياة و مهما كان البديل لأنه الأصل. تبقى بيننا فئة ضالّة لها ضرورة ابتعادها عن الوطن، أليس الوقت مناسباً لما يرشده للعرب للتفكير باستيعابهم قبل أن تحوّلهم المطامح الى جواسيس و خونة؟
الدكتورة بثينة شعبان: أعتقد أنني تحدثت بهذا الموضوع، و قلت أن ما حملته لكم من السيد الرئيس بشار الأسد، أنه لا شرط لنا على أي مواطن سوى الإنتماء و المحبة، و بالتأكيد هو خطوة أساسية في هذا الإتجاه. و نحن، الحمد لله، في سوريا، ليس لدينا خونة و جواسيس، أكيد. نحن ثقتنا كاملة في فكر المواطن سواء عادوا أو لم يعودوا سواء، سواء تمكّنوا من العودة أو لم يتمكّنوا. لدينا ثقة مطلقة أنه يحب الوطن ربما أكثر من الانسان الموجود في الوطن. يحبون الوطن ربما أكثر من الذين يقيمون هناك. و إن كان هناك صعوبات تحدث بين أفراد الأسرة الواحدة فبالمحبة و بكبر العقل تذلل الصعوبات. و أنا لا ارى أي تناقض على الإطلاق بين تعزيز الإنتماء للوطن في سوريا و بين محبة البلد الذين تقيمون به و خدمته و هو الولايات المتحدة. لا يوجد أي تناقض و السوريون دائماً في كل مكان هم في الحقيقة مواطنون محترمون جداً، و أحياناً يغالون في الذوبان في المجتمع الذين يعيشون به. ذلك لأنهم أبناء حضارة عريقة عمرها آلاف السنوات، و لذلك هم حريصون أن لا تكون لديهم أي نظرة عنصرية في المجتمع الذين يعيشون به. يريدون أبناءهم أن يتكلموا اللغة و يريدون أن يكون تجسيداً للمواطن الممتاز، و هذا أمر ممتاز. و لكن المشكلة الآن في الولايات المتحدة أن هذا الإسلوب يجعلهم غير مرئيين invisible و لا تناقض بأن يكونوا visible أن يكونوا active و بأن يكونوا مواطنين أمريكيين مخلصين. و أرجو أن تستخدموا عنواننا e – mail و أن توافونا بكل المشاكل التي تريدون حلاً لها، سواء شخصية أو غير ذلك. و صدقوني أن كل الكلمات سوف تلقى الاهتمام الكامل و ربما نستطيع أن نفكر بالأمر بشكل جماعي و نجد الحلول لكل المشاكل الماضية و ننطلق انطلاقة ممتازة تعزز اللحمة الوطنية و تخدم الوطن و تجعل الوطن عزيزاً قوياً و تجعلكم هنا و في الوطن أعزاء أقوياء.
سؤال: هناك سؤال باللغة الانكليزية و أعتقد أنها تحمل الجنسية الأمريكية بأنه:
due to the presidential election, which president is the literal evil?
الدكتور عماد: نحن كسفارة سورية أعتقد أنه لا يحق لنا أن نتدخل في الشأن السياسي الأمريكي، و لكن نصيحة من أخ الى أخته، هناك منظمات عربية أمريكية ناشطة جداً مثلاً المنظمة العربية الامريكية لمحكافحة التمييز العنصري، لها موقع على الانترنت. يمكنكم التصويت بكل المسائل التي تتعلق بالوطن و بالجالية العربية عموماً. و يمكنكم اذا كنتم تحملون الجنسية الامريكية و أن تصوتوا أن تنشطوا مع المعارضة. نحن كسفارة لن نتدخل بالشأن السياسي الأمريكي و لكن أشكر لكم هذا الضمير الوطني اليقظ.
السؤال التالي هو سؤال صعب قليلاً: السيدة الدكتورة بثينة، أسعد الله مساءك. نحن سعداء بوجودك بيننا و لا سيما بصفتك وزيرة للمغتربين. فهذا تكريم للمرأة السورية و للمغتربين معاً. و اسمحي لي بحكم معرفتي بصلاتك الوثيقة أن أحملك أمانة نقل ما يجري. إن المغتربين السوريين، و بينهم عدد لا يستها ن به ممن مضى على وجودهم هنا أكثر من أربعون عاماً. و أصبح عمرهم فوق الستين، و لكنهم ليسوا واثقين من أجسادهم ( أي بعد أن يتوفوا) يمكن أن تدفن في سوريا قياساً بالذين الذين توفوا و لم يسمح لجثمانهم الدفن في تراب الوطن. و هناك مرسوم الطوارئ و الاحكام العرفية و أن تكون سوريا دولة الديمقراطية و التعددية و الانتخابات الشفافة التي تكفل القضاء على الفساد و تحقيق الاصلاح الذي بدأ و ما لبث أن انكفأ تحت ضغط المنتفعين و المتضررين من الاصلاح. ملاحظة: إن قراءة النص التالي هو امتحان هام للديمقراطية السورية.
الدكتور عماد: يا أخواني الكرام هناك العديد من الناس الذين لهم مشاكل مع الحكومة في الوطن. فالحكومة و السيد الرئيس لا يريد لهذه المشاكل أن تبقى عالقة. أرجوكم أن تساعدوني بأن تستطيعوا الاستقراء بشكل موازي و سأحاول قدر المستطاع أن أجمع هذه الأضابير و الملفات. و لا نريد لأي انسان الانتقام من وطنه، و سنحاول دائماً ايجاد حلول.
الدكتورة بثينة شعبان: الحقيقة، أنتم كلكم تعرفون أن أمين الحافظ عمل لثلاثين عاماًً ضد سوريا. و قبل عامين كان له كذا حلقة على التلفزيون ضد سوريا، و تناول بها الرئيس حافظ الأسد، رحمه الله، شخصياً و القيادة السورية و مع ذلك عندما التقى الرئيس بشار. و بعث بطلب هو و اخوته بأنه يريد العودة الى سوريا تم استقباله و الاحتفاء به و باسرته. أنا أعتقد أن الحكومة السورية تحمل قدراً كبيراً من المحبة و التسامح أتمنى أن يتحلى بها الجميع.
سؤال: أكثر أبناء الجالية هم من أبناء الطبقة الكادحة الجاهلة (يقول الدكتور عماد هنا: أنا شخصياً لا أتفق مع هذا و لكنني أقرأ ما كتب) أطيح بها و بأولادها و تذوب و ذلك لعدم مجهود المؤسسات في الجالية، المطلوب: تنظيم الجالية و تظهيرها.
الدكتورة بثينة شعبان: أنا لا أتفق مع هذا الكلام. أبناء الجالية أبناء محترمون و حققوا مكان. و لكن هذا لا يعني أنه لا يجب أن ننظم، أو أن الذوبان هو عموماً ضد التنظيم. أي أنني أتفق مع الشق الثاني من السؤال. و نحن حيثما ذهبنا نحن نتمنى على أبناء الجالية السورية في الولايات المتحدة أن يدعو الى التفكير في تشكيل part يعني American part for Syria يوجد American part for Lebanon و انشاء الله يلتقون و يعملون سوا من أجل وجودنا على الساحة الأمريكية و لكن هذا أمر أنتم من سيقوم به. يعني، لا السفارات و لا نحن نستطيع أن نتدخل به. أنا أثناء قيامي بهذه الجولة توصلت الى قناعة أن أبناء الجالية السورية كلهم يريدون أن ينخرطوا في عمل لصالح الوطن و لصالحهم ولصالح الهوية. و أرجو أن يتوج هذا التوجه بالقريب العاجل، و أن يتم تشكيل American part for Syria في الولايات المتحدة. و أنا مستعدة أن آتي مرة و مرات من أجل هذا الأمر، و من أجل تنظيم بعضنا. و في الحقيقة نحن ما ينقصنا هو مراكز أبحاث، ما ينقصنا جمعيات و أنشطة تحاول أن تستوعب كل الجهود، مثل جمعية سوا ، الله يعطيهم العافية، الذين يقدمون المساعدة و الانشطة و تقوم بعمل في Formula و في Huston في Washington و في New York . يقومون بعمل جيد. و نحن بشكل عام في البلاد العربية، حتى لا أحملكم المسؤولية، نحن غير منظمين، الحقيقة. و ليس لدينا أجندة عمل. نتحدث كثيراً و عندما ينتهي الحديث إذهب مع السلامة و لا نعود نرى بعضنا، وإن راينا بعضنا نعود و نكرر نفس الكلام. نحن لم نحاول أن نضع آلية عمل و ننظم بعض. يعني كلمة متابعة بالعربية غير موجودة. فأرجو أن تبرهنوا أنتم على أن أنكم خير من يمثل التوجه الجديد و العلمي لهذه الأمة بتشكيل تنظيمات و آليات عمل و متابعة آليات العمل، و وضع هذه التنظيمات في مكان أفضل . طالما أن الكلمة النهائية هي خدمة الوطن لا يوجد مشكلة إذا كان لدينا ثلاث تنظيمات أو أربعة خاصةً أن العرب كلهم يحبون أن يكونوا رؤساء.
سؤال: هناك سؤال موجه من لفيف من ذوي المحسوبين على الإخوان المسلمين، هذه القوائم يهتم بها و نعرف كيف نعالجها. الرجاء الاتصال بالسفارة بطريقة مباشرة و كما قلت لكم سأجمّع كل هذه الملفات. و أنا أعد شخصياً من كتبوا، لفيف من ذوي المحسوبين على الإخوان، أعرف شخصياً أن الدكتورة ساعدت عدة مرات في هذه القضايا و جاءت بالمعلومات و أعتقد أننا سنتعاون سوية بهذا الشأن. لا نريد لأي إنسان، أي انسان على الاطلاق، سوري هنا يشعر أن السفارة هي لبعض الناس دون الناس الآخرين. نحن لكم جميعاً.
سؤال: ماذا لو عادت أسرة أمريكية من أصل سوري إلى البلاد. كيف يتم إتمام تعليم الاطفال دراسة اللغة الإنكليزية مع العلم أنه توجد مدارس لتعليم اللغة الإنكليزية و لكنها عالية الأسعار؟؟؟
الدكتورة بثينة شعبان: الآن موجودة المدارس و المدرسين، و الآن أنا أعلمكم أن المدارس تدرّس الإنكليزي من الصف الأول. و الأولاد الذين سيعودون المفروض أن يتعلموا عربي أيضاً، و ليس فقط إنكليزي. حتى و إن لم يعودوا المفروض أن يتعلّموا عربي، اللغة العربية لغة جميلة. و أنا الحقيقة أزعل على أي إنسان محرم من العربية. و إذا كان إنسان سكن المغرب كي يعلّم حفيدته العربية فإن الأحرى فينا أن لا نهمل أبداً أن أولادنا يتقنوا اللغة العربية و الأدب العربي و التاريخ العربي. و لذلك أرجو أن لا نبحث الآن عن مدارس إنكليزي لأولادهم لأنهم لا يعرفون عربي، علموهم عربي. و بالمناسبة وزارة المغتربين مستعدة أن تساعد بكل الوسائل الممكنة حتى نحقق تعليم أولادكم للغة العربية. إذا أردتم كتب سنبعثها، إن أردتم مدرسين سنبعث، و كل ما تحتاجون نحن جاهزون، لأن اللغة العربية هي قضية هامة جداً و أساسية بالانتماء.
الدكتور عماد: و مع ذلك، فإن المدارس الخاصة بدأت تنتشر و أذكر في الفترة الأخيرة في سوريا هم يركزون على التعليم باللغات الأجنبية بالإضافة الى العربية. هناك بعض المدارس التي تدرس بالإنكليزية حصراً، و هي مرتفعة الأقساط، و لكن كما تعلمون و أنتم تعيشون في الولايات المتحدة و تعرفون عدم تدخل الدولة بالأسعار و هذا شأنهم و لا نستطيع التدخل في أمور الدولة.
سؤال: نتمنى اليوم النزول الى سوريا و القيام بمشاريع حرّة من دون تدخّل من الحكومة و أبناء المسئولين و إصرارهم على المشاركة من دون رأس المال.(الدكتور عماد يعقّب: و أنا أضم صوتي الى هذا).
الدكتور عماد أيضاً: الوقت تأخر و سأحاول أن أوجز ما تبقّى. لم يبقى أسئلة طويلة و فقط لتلطيف الجو هذه بعض الأسئلة:
– سواء أفهمونا أم أساءوا فهمنا فإننا نعمل للوطن و لا نتخلى عنه.
– لو كان عند العرب وسام للوطنيات و القوميات لأسميناه “وسام بثينة” .
سؤال: ما هو رد الحكومة السورية على حزب فريد الغادري؟؟
الدكتور عماد: اسمحي لي دكتورة أنا سأرد، و يمكنكم أن تتحققوا مما سأقوله الآن. هذا الشخص جاء الى واشنطن منذ عشرة أو اثني عشرة عاماً- و هذه رواية السفير السعودي لي في واشنطن – و بدأ يرسل يومياً فاكسات تشهير بالأسرة المالكة السعودية بإسمه (فريد الغادري و يمكنكم التحقق من ذلك). لا أستطيع أن أعطيكم فكرة عن ماهية الخطابات التي كان يرسلها إحتراماً للناس الموجودين. و السفارة السعودية لها طريقة خاصة بالتعامل معه، عاملوه بطريقة خاصة بهم. فتح شركة و أمضى في هذه الشركة أربع أو خمس سنوات، ثم حدث إنهيار فأفلس مرة أخرى. ظل يبحث عن عمل فترة سنتين، ثم عرف أن هناك فرصة ذهبية له. لكي تتأكدوا من صدق كلامي، المؤتمر الذي عقده لوحده منفرداً دون أي شخص معه لوحده منفرداً في Washington Institute و الجميع يعرف من هو Washington Institute إنه واجهة AIPAC . و قف شخص من صحيفة US News و أمام أربعين أو خمسين شخص في واشنطن و قال له: هل يوجد أحد سوري آخر معك؟؟ فقال فريد الغادري: نعم يوجد اثني عشر آخرين و لم يستطيعوا المجيء لأن طائراتهم تأخرت في أوروبا. و في اليوم التالي فجأة ظهر معه شخصين آخرين على قناة الجزيرة. من أين أتوا و كيف أتوا!! بالتأكيد واشنطن قالت له: عدم وجود أي شخص آخر معك احرجنا امام الإعلام الأمريكي فأتوا له بشخصين آخرين. لا أريد أن أعلّق على، و هذا حتى دون مستوى الأدب و الاحترام في التعليق.
الدكتور عماد أيضاً: أعتقد أن هذا يشمل جميع الأسئلة تقريباً..
الدكتورة بثينة شعبان: كل الأسئلة التي عبّرت عن قرارات شخصية سوف آخذها معي، و صدقوني سوف اتابعها و إذا كان في عنوان محطوط عليها، و الشخص الذي لم يترك عنوان فإن الأستاذ باسل سوف يعطيكم e-mail . و أتتني سيدة قبل قليل و لديها مشكلة في سوريا، و قلت لها لو أنك في سوريا، صدقيني، و تتابعين مشكلتك فسوف لن تتابعيها أحسن مني. و أنا صادقة فيما أقول لأنني أعتبر حالي أنا أختكم الكبيرة وأنا صديقتكم، و أنا ابنتكم و أرجو أن تتصلوا معنا في كل قضية تعترضكم.
الدكتور عماد: أريد أن أروي لكم قصّة حصلت معي شخصياً في ولاية هيوستن / تكساس لأن لها الكثير من الانطباعات و من الانعكاسات. أثناء محاولتي إثناء بعض رجال و سيدات الكونغرس عن التصويت لصالح قانون محاسبة سوريا، تحدثت مع نائبة عن ولاية تكساس، و هي شيراري جاكسون. حاولت أن أقنعها و لكني وجدت الطريق شبه مسدود في حينها. طبعاً هي في الكونغرس، أي في مجلس النواب و ليس في مجلس الشيوخ. و بعدها هي صوتت لصالح قانون محاسبة سوريا. و بعد ثلاثة أيام من هذا التصويت- و ارجو ان تنتبهوا لما سأقوله لأنه مهم – الجالية السورية في هيوستن تكساس دعتها كي تلقي كلمة. طبعاً أنا شعرت بالألم و قلت لو أنها كانت قد صوتت ضد اليهود ماذا كانوا فعلوا؟؟ كانوا تظاهروا أمام بيتها يومياً. الجالية السورية مخلصة و وطنية و كل شيء و لكنها غير مسيسة. ماذا فعلت أنا؟ سافرت فوراً الى هيوستن / تكساس و حرصت على أن أحضر هذه الجلسة و حاولت اقناعها على أن تنظم نفسها. حاولت أن أجلس معها و هي فوجئت بوجودي لأنها اعتادت منذ عشرين سنة أن الجالية السورية اعتادت ان تصوت لها دائماً و أنه لا علاقة للجالية السورية بالسفارة. هذا ما اعتادته. طبعاً حيتني بلطف، و لم يكن المجال يسمح لأي كلام. بمجرد أن دخلت هذا الحفل للجالية السورية هناك أدركت الرسالة الصامتة. في اليوم التالي عدت أنا الى واشنطن، و هي عادت ايضاً الى واشنطن. اتصل بي رئيس مكتبها و دعاني الى زيارتها. ذهبت لمقابلتها في الكونغرس و كان حديثاً مختلفاً هذه المرة سألتني: هل تزور هيوستن كثيراً؟ هل تتحدث مع الجالية ؟ لاحظت أنهم يسلمون علي بحرارة، و يعاملونني بلطف، فجأة أدركت شيء، و الله لم أقل لها شيء. هي رأت ناس يحتفون بي، يرحبون بي، بمجرد أنها هكذا رأت، لا اكثر و لا أقل، في اليوم التالي ذهبت الى الكونغرس، أبلغتني عندما ذهبت الى الكونغرس في اليوم التالي و قالت لي: لقد وضعت registered statement ( بيان مسجل)، و حتى مع مرور تصويت قانون محاسبة سوريا، ولكن أنا ضده وأنا مع سوريا و أريد أن أعمل أكثر و أكثر لإصلاح العلاقات السورية الأمريكية. و السيدة جاكسون كانت في دمشق منذ اربعة أيام لمقابلة السيد الرئيس.
هذه القصة ذات مغزى عميق جداً: نحن أقوياء بكم و لستم أنتم أقوياء بي. بمجرد أنها أدركت أنني أذهب و اقابل الجالية في هيوستنن / تكساس اختلفت طريقة معاملتها معي. شعرت فجأة بفخر عظيم، وجدت أنني محاط بهؤلاء الناس في هيوستن / تكساس. لست مقطوعاً من شجرة، و لا أعيش ضمن أسوار السفارة بانعزال عن المجتمع. أعتقد أنه المغزى في هذه القصة قوي جداً أنه: أنتم و مهما كان عددكم صغير و لكن في الانتخابات أحياناً مئة صوت أو مئتين يعني الكثير لرجل الكونغرس و لأبناء الكونغرس، و يفكرون كثيراً قبل ان يتخذوا شيء. لكن هذا ينشأ من جالية لها مدلول و لها كيان و لها انتماء ما، لكن الجالية التي هي في حياد تام فهذا ليس مفيد.
الدكتورة بثينة شعبان: أنا فقط أريد أن أقول أنه فقط في الوقت الذي نتوجه اليكم أريدكم أن تكونوا فاعلين على الساحة الأمريكية فأنا أعتقد أن هذه الفاعلية سوف تنعكس إيجاباً ليس فقط على الوطن و إنما عليكم أيضاً، لأننا حين نحتفي ببعضنا و نحتفي بوطننا يحتفي الآخرون بنا ايضاً. فارجو ان نبدأ مساراً من العمل الجاد و الملتزم، و نحن ليس على جانبي سفيرين فقط و إنما أنا أرى أن كل منكم هو سفير لبلاده و أتمنى لكم التوفيق و أنا سعيدة جداً في هذا المساء و أنا أكرر شكري الشديد للسيدين السفيرين و للسيدة سلوى اسطواني و لجمعية سوا و لكم جميعاً على حضوركم هذه الأمسية الجميلة و أرجو من الله ان ألقاكم و وطننا و أنتم جميعاً بألف خير.
شكرالكم